حينما نسمع بجرائم تقشعر منها الأبدان، ولم يعتد عليها مجتمعنا الآمن من محاولات لخطف أو إغتصاب، أو سرقات بالإكراه، أو جرائم قتل، فلابد أن ندرك بداية أن خلفها مخدرات فقد استشرى أمرها، وعظم خطرها، ولم يعد خافيا على أي إنسان، ما يمكنه أن تفعله المخدرات بعقل من ينصاع لها، فهو يسخر عقله وتفكيره ليكون عبدا لكل ما تأمره به نفسه الشيطانية، حتى يفقد إنسانيته فيقترف الجرائم، ولأنه تحت تأثير المخدرات فلا يدري أصحيحا ما قام به، أم خطأ؟!، ولهذا لابد لمدارسنا أن تنهض بدورها وكذلك المساجد ووسائل إعلامنا، في خلق ثقافة توعوية، تكون كفيلة بحماية أبناء وبنات المجتمع من شرور المخدرات، والتحذير من عواقبها حين يرهنها المتعاطي عقله، فلقد سمعنا بقصص تدمي القلب، وتدمع العين، حينما يصل ببعض من وقع أسيرا للمخدرات، أن يعرض شرفه، ويبيع دينه، من أجل حفنة من المخدر!! ومن آلم ما يمكن ذكره هنا، ما سمعنا به من وقوع ضحايا من الفتيات، اللائي أوقعهن حظهن التعيس، ليتزوجن بشباب، لم يبذل آباؤهن جهدا في السؤال عن سلوكياتهم حين تقدموا لخطبة بناتهم، وإكتفوا بمعرفة عابرة وسطحية بأنهم أبناء فلان وعلان من المجتمع، فكان حظ هؤلاء الفتيات المسكينات أن اكتشفن أنهن يعشن مع أزواج مدمني مخدرات، مدمني سهر، مدمني سفرات خارجية، مدمني استراحات، مدمني الاتكال على بطاقة الزوجة ومرتبها ولم يعلم أباء الأزواج الذكور، بأن ذلك من الغش والتدليس، على بنات الناس، حينما يخفون عن أهل الفتيات سوء سلوك أبنائهم وانحرافاتهم، ظنا منهم بأنه بمجرد تزويجهم سيصلح حالهم، وأن الزوجات سيكون بمقدورهن إصلاح حالهم بينما هم الآباء أنفسهم فشلوا في تربية أبنائهم، وورطوا بنات الناس والله المستعان!
بقلم: محمد إبراهيم فايع.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.